Президенти Ҷумҳурии Тоҷикистон

كلمة فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان في منتدى قمة حوار التعاون الأسيوي

16.10.2012 21:27, Кувайт

حضرة صاحب السمو رئيس القمة
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
رؤساء الوفود المشاركة
السيدات والسادة الحضور

في البداية أود أن أعبر عن خالص الشكر والتقدير لدولة الكويت أميراً وحكومة وشعباً على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وتوفير الظروف الملائمة لأعمال منتدى قمة حوار التعاون الأسيوي.
وإن المبادرة الطيبة والحكيمة لأخينا حضرة صاحب السمو لاستضافة أول قمة لهذا المنتدى تستحق كل التأييد والتقدير آملين باستمرار دور منتدى حوار التعاون الأسيوي في تعزيز الحوار الشامل بشأن أهم القضايا والاتجاهات المطروحة على الأجندة الاجتماعية والاقتصادية على أرجاء القارة الأسيوية الشاسعة.
ولا نبالغ إن قلنا إن هذه القمة تكتسب أهمية محورية لتوحيد الجهود والمساعي المبذولة من قبل الدول المشاركة في منتدى حوار التعاون الأسيوي لمعالجة مجمل قضايا تنمية القارة وتوسيع التعاون وإثراء وتفعيل عملنا المشترك. ونحن على ثقة بأن هذا المنتدي الذي يجمع أكثر من 30 بلداً من العالم المعاصر سوف يسهم من خلال اجتماعات القمة في تعزيز مكتسبات التعاون الدولي وتحديد أولويات هذا التعاون والسبل الكفيلة بتحقيقها.
إن جمهورية طاجيكستان باعتبارها دولة دائمة المشاركة في منتدى الحوار الأسيوي تبدي اهتماماً بتعزيز التعاون المتبادل المنفعة في إطار المنتدى إيماناً منها بأن التعاون من هذا النوع من شأنه أن يساعد في تعميق التكامل الاقتصادي بين دول آسيا الوسطى ودول أخرى في القارة الأسيوية.
وبتقديرنا أن في إطار هذا المنتدى إمكانيات واسعة لتعزيز التعاون الاقتصادي المتعدد الأطراف، الأمر الذي يتطلب إرادة سياسية واتخاذ خطوات لازمة لتشجيع وجذب الاستثمارات إلى اقتصاد بلداننها.
حيث أن الامكانيات المتوفرة يمكن أن ترسي قاعدة معتمد عليها للانطلاق نحو تعزيز التعاون المثمر للجميع في مجالات الطاقة والنقل والمواصلات وإنشاء البنية التحتية.
إن قارة آسيا التي تمتلك حضارة عريقة وثقافة سامية ثرية يحق لها تماماً تحقيق نهضتها في زماننا هذا وإعلاء مكانتها في الاقتصاد العالمي.
وإننا لعلى ثقة بأن تعاون بلداننا في إطار منتدى الحوار الأسيوي سوف يكتسب أبعاداً تمكنه في ظل ما يعاني العالم من مشاكل في المال والطاقة والغذاء من الوصول إلى أهدافنا المنشودة وتحقيق 20 برنامجاً يخص مجالات الطاقة والأمن الطاقوي، وتكنولوجية المعلومات، والنقل، والزراعة، والبيئة، والسياحة، وتنمية الأعمال، وتوسيع رقعة الحوار بين الثقافات وإيجاد أسواق إضافية في قارتنا.
وآسيا الغنية بثرواتها ومواردها الطبيعية لديها تمام القدرة على معالجة هذه القضايا الملحة التي تخص حياة ومصير كل مواطن في الدول المشاركة في منتدى حوار التعاون الأسيوي.
وفي الوقت نفسه ما يبعث الأسف والقلق أن ما يقارب 1.0 مليار من سكان هذه القارة، أي ربعهم محرومون من الكهرباء، الأمر الذي يحملنا على أن نعطي الأولوية للتعاون الإقليمي في مجال الطاقة، كما يستوجب هذا العمل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تم فيه إعلان عام 2012 عاماً دوليا للطاقة المستدامة للجميع.
ومن الأهمية بمكان أن نذكر أن في سياق تحقيق مبادرة السيد أمين عام الأمم المتحدة لتنفيذ برنامج "الطاقة المستدامة للجميع" أختيرات طاجيكستان مع الدول الخمس الأخرى كبلد تموذجي لهذا البرنامج.
وقد بدأنا بإقامة تعاون بناء مع أجهزة الأمم المتحدة للانتفاع من هذا البرنامج بنحو أفضل.
ومنذ سنوات تعمل طاجيكستان بنشاط على الصعيد الدولي لدعم الجهود والمساعي الرامية إلى الحد من الوقود التقليدي والاستخدام الأوسع لمصادر الطاقة المتجددة.
كما أن مساعينا تهدف إلى إتاحة فرصة الوصول إلى التكنولوجيا وترشيد استخدام الموارد الطبيعية. والوصول إلى التكنولوجيا بدوره يساعد في تحقيق التزامات وأهداف الألفية الإنماية للتقليل من تداعيات التاثير البشري على البيئة. ولكنه بدون تمويل كافٍ، مثلاً، ظلت عالقة اجراءات الحد من المخلفات الضارة، عليه فإن جمهورية طاجيكستان تدعم كل المبادرات الدولية لزيادة حجم المساعدات المالية للدول النامية.
وأود أن أذكر أن طاجيكستان من حيث كميات هذه المخلفات في آسيا الوسطى تحتل أدنى مرتبة وفيما يتعلق بمخلفات أكسيد الكربون تشغل مركز 150 بين 200 دولة في العالم. وهذا المدلول جاء حصيلة استخدام الطاقة الكهرمائية النظيفة طبعاً.
واليوم تساهم طاجيكستان بما يناسب في عملية تحسين المناخ الذي لا يمكن دونه ضمان تنمية البلدان المستدامة. والعامل الرئيسي في هذا المضمار هو ما يتصل بإنتاج 98 بالمئة من الكهرباء في بلدنا من خلال تشغيل المحطات الكهرمائية وأن الطاقة المائية بالنسبة لنا هي من أولويات التنمية المستدامة.
واليوم تمتلك طاجيكستان الطاقة الكهرمائية الهائلة تقدر 527 مليار كيلوواط/ساعة، إلا أن نسبة المنتج منها للأسف لا تتعدى من 3 إلى 4 بالمئة فقط.
وهذه الطاقة الهائلة تفوق احتياجات دول آسيا الوسطى ثلاثة أضعاف بأقل تقدير وأن تسخيرها لاحقاً يخفض من جهة كميات انبعاث الكربون بمليارات الأطنان ويدخر من جهة أخرى احتياطيات النفط والغاز الطبيعي والفحم بصورة جادة.
وتكتسب خزانات المياه الكبيرة التي يتم إنشاؤها في المناطق الجبلية لتنظيم عمل المحطات الكهرمائية أهمية كبرى، حيث أن هذه الخزانات في ظروف شحة المياه في منطقة آسيا الوسطى تلعب دوراً هاماً لتوفير المياه بصورة دائمة ودرء الكوارث الطبيعية المتصلة بالمياه كالفيضانات والسيول.
فعلي سبيل المثال إن الكوارث الطبيعية تلحق سنوياً ضرراً اقتصادياً فادحاً بطاجيكستان التي تحتل الجبال 93 بالمئة من أراضيها، كما أن مئات من العوائل تحرم منازلها بالإضافة إلى عشرات من الضحايا، حتى أن في بعض المناطق تأتي السيول لتدمر القرى بأكملها.
ومن أجل إعادة إعمار المناطق المنكوبة تخصص حكومة طاجيكستان كل سنة مبالغ كبيرة في ميزانية الدولة وهنا يتطلب الأمر ليس فقط التعاون على الصعيد الوطني بل يتوجب تعزيز العمل المشترك والدعم المتبادل بين دول أخرى في قارة آسيا. ومن وسائل تعزيز التعاون في هذا المجال بالنسبة للدول الحبيسة – وطاجيكستان إحدى هذه الدول في آسيا – هي توفير المنظومة الأكثر امتيازاً في التجارة والتي أبدينا فيها مواقفها مراراً للمنظمات الدولية الأخرى.
إن جمهورية طاجيكستان غير أنها تمتلك احتياطيات كهرمائية هائلة تبدي أهمية خاصة بقضايا المياه، حيث أن بمبادرة منها فقط تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارين مهمين بشأن المياه وأعلنت عام 2003 عام مياه الشرب وأعوام 2005-2015 عقداً دوليا للعمل "الماء من أجل الحياة". كما انها بالنظر لأهمية التعاون في معالجة مشاكل المياه المتفاقمة أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2013 المقبل باقتراح من طاجيكستان عاماً دوليا للتعاون في مجال المياه.
وإننا نأمل بأن الاحتفال بهذا العام الدولي من شأنه أن يساعد في معالجة القضايا المتصلة باحتيطيات المياه وإعداد برامج مشتركة لمتابعة وصيانة وترشيد استخدام هذه الاحتياطيات في أحواض الانهار العابرة للحدود وبالتالي في ضمان السلم والاستقرار في مختلف مناطق القارة الأسيوية.
وفي سياق تنفيذ خطة العام الدولي للتعاون المائي نقترح مرة أخرى الاهتمام الخاص بموضوع التعاون في مجال صيانة مصادر مياه الشرب. وهذه المهمة لا بد أن يتم العمل بها على مستوى الحكومات الوطنية وعلى مستوى الدول الواقعة في حوض الانهار العابرة للحدود على حد سواء.
وإن بلدنا من خلال الاستراتيجية الوطنية للتنمية التي تستند إلى أهداف الألفية الإنمائية وكبلد نموذجي للتنمية يعتبر من أولويات التنمية الاقتصادية المستدامة تخفيض مستوى الفقر ضعفين ومن المهام الأولية في هذه الاستراتيجية هي إخراج البلد من العزلة المواصلاتية وتحويله إلى منطقة مرور مع بنية تحية للمواصلات طبقاً للمعايير الدولية. واليوم يجري في طاجيكستان على قدم وساق إنشاء طرق وجسور ذات الأهمية الوطنية والدولية، بالإضافة إلى شق انفاق لحركة السيارات. ولتحقيق هذا الهدف خلال السنوات الخمس أو الست الأخيرة قد تم ضخ مبالغ كبيرة واستثمارات في مجال النقل والمواصلات لتنفيذ المشروعات الاستثمارية المشتركة.
وبتقديرنا أن عملية الانتقال إلى التنمية المستدامة تقتضي العمل المشترك للدول المشاركة في منتدى حوار التعاون الأسيوي في عدد من الاتجاهات الهامة.
من بين هذه الاتجاهات يجب أن تعطى الأولية لتخفيض مستوى الفقر بمراعاة حفظ البيئة وتأمين وصول المواطنين إلى الاحتياجات الأساسية ورفع حصانة المجتمعات إزاء الكوارث الطبيعية وتعزيز البنية التحية.
وفي مجال استخدام الموارد الطبيعية فإننا ندعم جهود إعطاء الأولوية للتعاون الدولي.
وإن التعاون والتعاضد ينبغي أن يتسم بمضامين عملية ونحن من جانبنا نعلن رغبتنا في تعزيز التعاون في إطار منتدى الحوار في مجال ابتكار واستخدام التكنولوجيا في مجال الطاقة المتجددة.
وإن الاحتياطيات الهائلة للطاقة المائية تتيح فرصة فريدة من نوعها لتنمية الطاقة الكهرمائية وفي هذا المجال بالذات نستطيع أن نقيم علاقات تعاون مثمر مع دول منطقة آسيا الجنوبية، لأن تسخير هذه الاحتياطية ليس فقط يوفر الكهرباء لسكان منطقة آسيا الوسطى فحسب، بل أنه يلبي احتياجات سكان مناطق أخرى مجاورة من خلال استخدام الطاقة الكهربائية المتجددة الرخيصة والتظيفة.
وانطلاقاً من هذا تؤكد طاجيكستان استعدادها لتنمية التعاون الواقعي الثنائي والمتعدد الأطراف في هذا المجال.
بالنظر لما اسلفنا آنفاً فإن طاجيكستان بصفتها رئيساً قادماً لمنتدى حوار التعاون الأسيوي تقترح عقد االاجتماع التالي لمنتدى الطاقة في عاصمة بلدنا مدينة دوشنبه لبحث سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة.
وفي فترة زمنية قصيرة نسبياً قد أثبت منتدى حوار التعاون الأسيوي أهميته لإقامة تعاون مثمر متعدد الأوجه والأطراف في خلق مناخ للثقة المتبادلة وحسن الجوار والبحث المشترك عن سبل معالجة القضايا الملحة في قارة آسيا، حيث ان الاهتمام المتزايد به من قبل دول قارات أخرى تدل على ما يشغله هذا المنتدى من مكانة مرموقة في العالم.
وبتقديرنا قد آن الأوان أن يتم تأسيس أمانة للمنتدى لتقوم بما نحتاج إليه من تنسيق لأنشطة التعاون المثمر فيما بيننا في إطار المنتدى من جهة وجهة أخرى مع منظمة التعاون الاقتصادي ومنظمة دول جنوب شرق آسيا ومجلس تعاون دول الخليج وغيرها من المنتديات والمنظمات الأسيوية. ونحن من جانبنا على استعداد للحوار والمفاوضات البناءة في هذا الموضوع مع جميع الدول المشاركة في منتدى حوار التعاون الأسيوي.
وشكراً.

facebook
twitter
 
Идома
 
Идома
Идома
Нома ба президент
Мувофиқи талаботи моддаи 21 Қонуни Ҷумҳурии Тоҷикистон «Дар бораи муроҷиатҳои шахсони воқеӣ ва ҳуқуқӣ» муроҷиатҳое, ки дар онҳо насаб, ном, номи падари шахси воқеӣ, маълумот дар бораи суроғаи маҳалли истиқомат ё номи пурраи шахси ҳуқуқӣ ва суроғаи маҳалли ҷойгиршавии он зикр нашудаанд ё хато нишон дода шудаанд, инчунин бе имзо (имзои электронии рақамӣ) пешниҳод шудаанд, муроҷиатҳои беном дониста шуда, мавриди баррасӣ қарор намегиранд, агар онҳо дорои маълумот оид ба тайёрӣ барои содир кардани ҷиноят ё ҷинояти содиршуда набошанд.
Image CAPTCHA
© Хадамоти матбуоти Президенти Тоҷикистон
Тел/Факс.: (+992 37)2212520