رئيس جمهورية طاجيكستان

الحوار الصحفي لزعيم الأمة إمام علي رحمان في صحيفة "الشرق" لدولة قطر

17:40 06.01.2021 ،مدينة دوشنبه
Мусоҳибаи маҷозии Пешвои миллат муҳтарам Эмомалӣ Раҳмон бо рузномаи “аш-Шарк”-и Давлати Қатар  06.01.2021

الدوحة - الشرق

أشاد فخامة الرئيس إمام علي رحمان، رئيس جمهورية طاجيكستان، بمستوى العلاقات القطرية الطاجيكية على كافة المستويات، وقال فخامته إن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورا مطردا، معربا عن ارتياحه لمستوى ومضمون تلك العلاقات، وأكد في حوار مع "الشرق" أن العلاقات متعددة الأوجه بين قطر وطاجيكستان تقوم على القيم التاريخية والحضارية المشتركة ومبدأ الأخوة والتفاهم، ومراعاة المصالح والاحترام المتبادل. وأضاف أنه تم تشكيل آليات التعاون الثنائي وإطارها القانوني بين البلدين الصديقين، مشيرا إلى إنشاء اللجنة الحكومية الطاجيكية القطرية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني والعلمي، وكذا تنظيم منتدى الأعمال بين الجانبين، مشددا على حرص بلاده على تعزيز عمل هذه الآليات المهمة بشكل كامل، وذلك في إطار الشراكة الاقتصادية والتجارية بين قطر وطاجيكستان.

وأوضح فخامة الرئيس إمام علي رحمان أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى طاجيكستان 2019 كست المستوى الرفيع للعلاقات بين البلدين الصديقين في كافة المجالات، كما أعطت زخما ملحوظاً لتعزيز العلاقات إلى جانب الزيارات السابقة الرفيعة المستوى. وفيما يتعلق بالاستثمارات القطرية في بلاده، قال فخامة الرئيس الطاجيكي إن تلك الاستثمارات بلغت أكثر من 62 مليون دولار.  وأشاد فخامته باستضافة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، قائلا إن هذا الحدث العالمي يجسد سمعة قطر الحميدة ودورها البناء دوليا، مؤكدا أنه حدث تاريخي ومبعث فخر لجميع الدول الإسلامية، لأنه دافع مهم في تعزيز العلاقات بين الشعوب. وثمن الرئيس الطاجيكي جهود دولة قطر الهامة في دفع عملية السلام في أفغانستان، موضحا أن السلام والاستقرار والتنمية في أفغانستان مفتاح أمن واستقرار المنطقة بأسرها.. وتاليا التفاصيل:

 في البداية نتقدم لفخامتكم بالتهنئة على الفوز المستحق بفترة جديدة لرئاسة طاجيكستان.. وفي هذا الإطار كيف ترون الفترة المقبلة من مستقبل طاجيكستان؟

شكرا لكم على تهنئتكم الصادقة، إن إعادة انتخابي في منصب رئيس طاجيكستان من منطلق الثقة القوية وقاعدة آراء غالبية أبناء البلاد الشرفاء تفرض عليّ مسؤولية كبيرة تجاه المصير المستقبلي للدولة والأمة. فعليه أسعى إلى أن أكون جديراً بثقة الناس أكثر من ذي قبل، وإن مصيري له صلة متينة بمصير الدولة والشعب في طاجيكستان، وهذه الصلة تقتضي استمرارية العمل المثمر، وأنا أدرك عمق هذه المسؤولية.

خلال سنوات الاستقلال أثبتت جمهورية طاجيكستان نجاحها الكبير في بناء دولة ديمقراطية تقوم على سيادة القانون والنظام المدني، وكدولة نامية أحرزت طاجيكستان تقدمًا كبيرًا في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والاجتماع والسياسة والعلوم والثقافة. التطورات الفريدة والمصيرية التي حدثت في السنوات الماضية في جميع هذه المجالات وضعت أساسًا حقيقيًا وموثوقًا به لفتح آفاق جديدة في طريق تعزيز دعائم الدولة الوطنية واستقلال طاجيكستان، وإننا نتطلع بتفاؤل كبير إلى مستقبل بلادنا المشرق.

وفي إطار الأهداف الإستراتيجية لتنمية البلاد قامت حكومة طاجيكستان بوضع برامج محددة سيؤدي تنفيذها إلى مزيد من التقدم. وإن استراتيجية التنمية الوطنية لجمهورية طاجيكستان للفترة حتى عام 2030 تتبنى قضايا ضمان استقلال الطاقة والخروج من انسداد الطرق والاتصالات، وحماية الأمن الغذائي والتنمية الصناعية السريعة للاقتصاد وهي تمثل أربعة أهداف استراتيجية لدولتنا.

وفي هذا الإطار نولي أهمية كبيرة للاستغلال الكامل لمواردنا الضخمة من الطاقة الكهرمائية وتشكيل "اقتصاد أخضر"، وتنمية القدرات الترانزيتية للبلاد، وتوسيع نطاق العمالة المنتجة، وتقليل هجرة الأيدي العاملة، عن طريق خلق وظائف جديدة داخل البلد.

وفي الوقت نفسه تتخذ حكومة طاجيكستان باستمرار التدابير اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف مجالات حياة المجتمع، بما في ذلك العلوم والتعليم والصحة والحماية الاجتماعية. فمن هذا المنطلق حشدت حكومة البلاد اليوم كافة الفرص المتاحة لتحقيق هذه الأهداف المصيرية.

وإن طاجيكستان ستحتفل العام 2021 بالذكرى الثلاثين لاستقلالها الوطني. وسيستقبل شعب البلاد هذا الحدث التاريخي المهم بإنجازات عظيمة. وفي ظل ظروف الأمن والسلام والوحدة التي تنعم بها طاجيكستان، فإن شعبها المجتهد لديه قدرة على فتح قمم النجاح بفضل العمل الدؤوب. لقد دافع شعبنا عن الدولة الوطنية في سنوات الحرب الأهلية الصعبة، وحافظ على وحدة الأراضي على حساب أرواح أبنائه، وأعاد إقامة نظام الدولة وركائزها، وأرسى دعائم الوحدة الوطنية، وذلك عبر التضحية والتفاني. ومن الإنجازات المشهودة للأمة والدولة الطاجيكية تحقيق مكانة رفيعة لطاجيكستان على الساحة الدولية.

تعتبر جمهورية طاجيكستان اليوم بصفتها جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الدولي عضواً فيما يقارب 60 منظمة دولية وإقليمية ومالية وتقيم علاقات دبلوماسية وسياسية مع أكثر من 176 دولة. كما أن طاجيكستان لديها التعاون التجاري والاقتصادي النشط مع أكثر من 100 دولة في العالم. وانطلاقاً من سياسة الانفتاح الخارجية تلعب بلادنا دورًا مهمًا في تسوية العديد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم، وذلك جنباً إلى جنب مع البلدان الأخرى. وفي هذا الصدد أود أن أؤكد على الجهود المستمرة والدور الرائد لطاجيكستان في إيجاد طرق فعالة لمواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالموارد المائية وتغير المناخ ومكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة العابرة للحدود، بما في ذلك مكافحة المخدرات.

علاقات مميزة

 في إطار العلاقات بين قطر وطاجيكستان.. ما تقييمكم لمستوى العلاقات بين البلدين؟

خلال السنوات الأخيرة وبفضل الجهود الدؤوبة من الجانبين شهدت العلاقات الودية والتعاون بين بلدينا تطوراً مطرداً. وإننا نعرب عن ارتياحنا تجاه مستوى ومضمون العلاقات متعددة الأوجه بين طاجيكستان وقطر والتي تقوم على القيم التاريخية والحضارية المشتركة ومبدأ الأخوة والتفاهم ومراعاة المصالح والاحترام المتبادل. ونتيجة للمساعي والجهود المشتركة المبذولة حتى الآن تم تشكيل آليات التعاون الثنائي والإطار القانوني له.

ومن الإنجازات في هذا الصدد إنشاء اللجنة الحكومية الطاجيكية القطرية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني والعلمي وتنظيم منتدى الأعمال بين الطرفين. ونحن نحرص على تعزيز عمل هذه الآليات المهمة بشكل شامل وفقًا للأهداف النبيلة في إطار الشراكة الاقتصادية والتجارية بين بلدينا.
وإن علاقات التعاون بين البلدين تنبني على إرادة شعبينا ومطالب العصر وهي محل اهتمام دائم للسياسة الخارجية لجمهورية طاجيكستان. خلال محادثة هاتفية أجريتها مؤخرًا مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، أكدت على توثيق وتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والصناعة والزراعة والنقل والعلوم والتعليم والسياحة.

والجدير بالذكر أنه على الرغم من الإنجازات التي تحققت اليوم فإن العديد من فرص التعاون بين الطرفين بما في ذلك هذه المجالات، لم تتم الاستفادة منها بعد بشكل كامل. في هذا السياق نتطلع إلى المزيد من التطوير والتوسع للتعاون الثنائي المثمر وإرساء أسس شراكة طويلة الأمد بين البلدين.

 كيف رأيتم زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى طاجيكستان يونيو 2019؟

نحن نرى أن الحوار المنتظم على مستوى القمة له دور مهم في تفعيل عملية تطوير وتوسيع التعاون بين الطرفين. وما يؤكد على ما سبق الاتصالات المنتظمة على مستوى القمة خلال السنوات الأخيرة، وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، الأمر الذي أعطى دفعاً جاداً لتعاوننا الثنائي. وإن زيارة سمو الأمير لبلادنا 2019 تعكس المستوى الرفيع للعلاقات بين البلدين الصديقين. وخلال المحادثات ناقشنا بالتفصيل المجموعة الكاملة لقضايا علاقاتنا الثنائية وتبادلنا الآراء بشكل بناء حول الخطوات العملية لتفعيل أوجه التعاون بين بلدينا.

ولمواصلة الاتصالات على مستوى القادة، كان من المقرر أن يقوم صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة دولة إلى جمهورية طاجيكستان في مارس 2020، ولسوء الحظ حالت جائحة "كوفيد -19" دون ذلك وتم تأجيل الزيارة. ونتطلع إلى أن سمو الأمير سيقوم بزيارة دولة إلى طاجيكستان في المستقبل القريب، إنني على ثقة أن نتائج هذه الزيارة المرتقبة سترفع التعاون المتعدد الأوجه بين بلدينا إلى مستوى نوعي جديد.

 وما انعكاس تلك الزيارة على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون التجاري؟

إن إقامة المزيد من العلاقات الاقتصادية وتنمية التجارة والاستثمار تعد من المجالات ذات الأولوية لتعاوننا مع دولة قطر. فبناء على ذلك فإن هذه الزيارة إلى جانب الزيارات السابقة الرفيعة المستوى أعطت بلا شك زخما ملحوظاً لتعزيز علاقاتنا في هذا المجال.

وفي هذا السياق أود أن أعرب عن ارتياحي لنتائج زيارتي الرسمية إلى دولة قطر، والتي قمت بها عام 2017 بدعوة من أخي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وفي إطار اللقاءات والمحادثات التي جرت قمنا بتعزبز الإطار القانوني لتعاوننا في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك مجالات التجارة والاقتصاد، كما قمنا بتحديد الآفاق الجديدة للتعاون.

واليوم توفر لدينا إطار قانوني ملائم للتطوير العملي لتعاوننا في التجارة ومختلف قطاعات الاقتصاد، ولا سيما الطاقة والشؤون البنكية والتمويل والصناعة والزراعة والتعدين والسياحة والنقل. وهناك فرص واعدة لتوسيع تعاوننا على وجه الخصوص في مجالات الطاقة الكهرومائية والزراعة والصناعات المختلفة، بما في ذلك الصناعات الخفيفة والغذائية والتعدين والتكرير العميق للفواكه والخضراوات والمعادن والأحجار الكريمة، وإنتاج المنتجات النهائية من المواد الخام بشكل عام. وإن طاجيكستان مستعدة لتقديم مشاريع استثمارية جذابة في جميع هذه المجالات إلى الدوائر ذات الصلة في البلد الصديق.

استثمارات وفرص واعدة

 ما أهمية الاستثمارات القطرية في طاجيكستان؟ وكيف يمكن زيادتها في السنوات المقبلة؟

يتطور تعاوننا في مجال الاستثمار وفقا للاتفاقية المبرمة بين حكومة جمهورية طاجيكستان وحكومة دولة قطر بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات. وإن مسألة جذب رؤوس الأموال القطرية إلى المشاريع التي يتم تطويرها في مختلف قطاعات الاقتصاد في طاجيكستان تحظى باهتمام دائم من قادة البلدين.

إن قطر من أوليات الدول العربية التي باشرت بالاستثمارات في طاجيكستان. بلغ حجم هذه الاستثمارات لدولة قطر في اقتصاد طاجيكستان حتى الآن أكثر من 62 مليون دولار أمريكي. ويظهر أثره بشكل واضح في تطوير المرحلة الأولى من مشروع مجمع "ديار دوشنبه" السكني والتجاري.

تسير جمهورية طاجيكستان اليوم نحو تهيئة كافة الظروف الملائمة للاستثمار والنشاط التجاري وتطوير القطاع الخاص. وفي الوقت الحاضر يتم تنفيذ العديد من المشاريع والبرامج المفيدة اقتصاديًا في بلدنا، الأمر الذي يتطلب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والتكنولوجيا الحديثة.

وفي هذا الصدد تقدم تشريعات طاجيكستان أكثر من 240 نوعًا من التسهيلات والامتيازات التي تتعلق بتوريد التكنولوجيا الحديثة وإنتاج وتصدير منتجات الصناعات المختلفة ودعم وضمان تطوير ريادة الأعمال والاستثمار. لقد تم خلق شروط المنافسة الحرة في السوق المحلية للسلع والخدمات ورأس المال والعملات، وتضمن تشريعاتنا المساواة بين المستثمرين المحليين والأجانب وتحمي ممتلكاتهم من التأميم والمصادرة.

والمشاريع الصغيرة والكبيرة في طاجيكستان في مجالات الطاقة الكهرومائية والصناعات الخفيفة والغذائية، وإنشاء شركات التعدين وإنتاج مواد البناء وتصنيع المنتجات الزراعية وإنشاء البنية التحتية للسياحة بما في ذلك السياحة الجبلية وخلق ظروف مواتية لتصدير مياه الشرب النظيفة إلى قطر تمثل الاتجاهات ذات الأولوية والواعدة للتعاون بين الدوائر الاستثمارية والمالية في طاجيكستان وقطر.

وأعتقد أن تنفيذ المشاريع الاستثمارية في مجال الطاقة الكهرومائية وهو أحد المصادر الرئيسية للطاقة الخضراء من شأنه ان يكون من المجالات الواعدة لتعاوننا. يتم اليوم تنفيذ أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في طاجيكستان وهو مشروع محطة "راغون" الكهرمائية. وتعتبر هذه المحطة أهم عامل في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لطاجيكستان ولها أهمية إقليمية من حيث زيادة قدرة إنتاج طاقة نظيفة من مصادر متجددة. لقد قمنا بتشغيل اثنين من التوربينات الستة لهذا المشروع الضخم، علماً بأن حكومة طاجيكستان تسعى لجذب استثمارات من الدول الشقيقة والصديقة لتنفيذ هذا المشروع.

وفي هذا السياق أحث مستثمري دولة قطر على زيارة طاجيكستان من أجل إقامة تعاون وثيق مبني على المصالح المتبادلة في هذه المجالات والوقوف على الفرص المتاحة وإمكانات التعاون في بلادنا. وإننا على استعداد لإيجاد مناخ استثماري ملائم وظروف مواتية لتوسيع الأنشطة المثمرة لدوائر الأعمال القطرية في طاجيكستان.

نماذج التعاون الناجحة

 مسجد طاجيكستان الكبير علامة بارزة في مسيرة الاهتمام والتعاون بين البلدين.. كيف تقيمون تلك الخطوة؟

نعم، كلامكم صحيح. إن أحد النماذج الناجحة للتعاون بين بلدينا يتمثل في إقامة مسجد حديث كبير في دوشنبه بتمويل قطري. وإننا نعتبر تنفيذ هذا المشروع رمزا للعلاقات الودية والصادقة بين البلدين يعبر عن الاهتمام الخاص للأشقاء القطريين ببلدنا. يقع مسجد دوشنبه الكبير على مساحة 12 هكتارًا من الأرض ويتكون من مبنى رئيسي لإقامة الشعائر ومكتبة ومتحف وقاعات اجتماعات واستقبال الضيوف. وإن عملية تشييد المسجد كانت تخضع للإشراف المباشر من حكومة جمهورية طاجيكستان وحكومة دولة قطر، لقد تم تطوير هذا المشروع من قبل كبار المتخصصين من طاجيكستان وقطر، مع مراعاة العناصر واللمسات القديمة والحديثة للفن المعماري الوطني والعالمي، وهو يتكون من أربع مآذن يصل ارتفاع كل واحدة منها 75 مترًا وقبة بطول 47 مترًا.

 طاجيكستان بلد سياحي جميل.. ما الخطوات من جانبكم لجذب المزيد من السياحة القطرية والخليجية بشكل عام؟.

تنظر طاجيكستان إلى السياحة من منطلق المصالح الثقافية والاقتصادية المشتركة مع الدول الشريكة، بما في ذلك قطر ودول الخليج الأخرى. وهناك شبه بين طاجيكستان ودول الخليج العربية من حيث الجاذبية في السياحة. ونحن نرى أنه على الجانبين الطاجيكي والقطري بذل المزيد من الجهود اليوم من أجل تقييم الفرص المتاحة لديهما من اجل تطوير هذا القطاع. ونعتقد أن التنفيذ الناجح للمشاريع المشتركة، وحوافز الاستثمار، والتبادل الطلابي، وتعزيز التعاون في المجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك، سيمهد الطريق لتوسيع التعاون في قطاع السياحة.

لقد أعلنت طاجيكستان عام 2018 "عام السياحة والحرف الشعبية"، وتأكيداً على أهمية هذا القطاع تم الإعلان عن سنوات 2019-2021 "كسنوات التنمية الريفية والسياحة والحرف الشعبية" ولديها كل الفرص لترويج السياحة وجذب الاستثمار في هذا المجال. كما أن حكومة طاجيكستان قدمت مجموعة واسعة من التسهيلات الضريبية والجمركية واللوجستية في هذا القطاع، الأمر الذي اثار اهتمام الشركات المحلية والأجنبية بالاستثمار في هذا القطاع.

وتدعو طاجيكستان جميع الشركات القطرية المعنية بتنفيذ مشاريع واعدة في مجال السياحة وتعرب عن استعدادها دائمًا للتعاون. ومن أجل التوسع المطرد في العلاقات السياحية بين البلدين، يعتبر تسيير رحلة مباشرة بين طاجيكستان وقطر ضروريًا أيضًا، وإن هذه الخطوة من شأنها أن تسهم في تنشيط العملية السياحية بين الدول، فضلاً عن دورها في تنمية التجارة بين الطرفين. وهناك متابعات مستمرة بهذا الشأن في إطار التعاون الثنائي.

مكانة عالمية

 كيف تنظرون إلى استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم عام 2022؟

أود أن أؤكد أن الإنجازات المشهودة التي حققتها دولة قطر الصديقة وتعزيز مكانتها الرفيعة على الساحة الدولية هي نتيجة القيادة الحكيمة والسياسة البناءة لأمير البلاد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وحكومتها والجهود الحثيثة التي يبذلها الشعب القطري النبيل. فإننا نعتبر إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر تجسيدًا للسمعة الحميدة والدور البناء للدولة الشقيقة. وهذا الحدث التاريخي هو مبعث فخر لجميع الدول الإسلامية. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأتمنى لقيادة قطر الرشيدة وشعبها الصديق كل التوفيق في إقامة مونديال 2022 على مستوى عالٍ من التنظيم، لأنه دافع مهم في تعزيز العلاقات بين الشعوب وتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة.

 هل هناك تعاون رياضي وثقافي بين البلدين؟

من الواضح أن طاجيكستان وقطر كدولتين لهما تاريخ عريق وثقافة غنية تقومان بأداء رسالتهما من أجل الحفاظ على أصالة التراث وتنمية الثقافة الوطنية في ظل ظروف العولمة. إن قيادتي البلدين الصديقين تهتمان اهتمامًا خاصًا بتعزيز العلاقات الثقافية وتطويرها. وفي هذا السياق، عقدت الأيام الثقافية لطاجيكستان لأول مرة في العاصمة القطرية – الدوحة خلال الفترة 22-26 نوفمبر 2018، فأنا على يقين أن هذا الحدث الثقافي العظيم لم يعط دفعة كبيرة لتعزيز التعاون بين البلدين الصديقين فحسب، بل اسهم أيضًا اسهاما مشهودا في تطوير الروابط الثقافية بين الشعوب المتحضرة في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وترويج القيم السامية لتراثنا الحضاري المشترك.

نأمل أن إقامة ايام الثقافة الطاجيكية في الدوحة قد تركت انطباعا جيدا وحيويا على الشعب القطري. كما نتطلع إلى أن الأسبوع الثقافي لدولة قطر سوف يقام في العام المقبل في جمهورية طاجيكستان، وسيتعرف شعب طاجيكستان على تاريخ قطر العريق وتراثها الحضاري.

إن التعاون في مجال الرياضة يعد أيضا من المجالات المهمة للعلاقات بين بلدينا الشقيقين. وللرياضة في جميع الأزمنة مهمة خاصة وفريدة من نوعها في تعزيز السلام والصداقة بين مختلف الشعوب. وفي هذا السياق، فإن استضافة قطر بالبطولات الدولية في مختلف الألعاب الرياضية تعكس الجهود البناءة وسياسة التفكير المستقبلي للدولة الصديقة في توفير السلام والاستقرار الإقليمي والدولي. ولقد شارك الرياضيون الطاجيك في عدة مباريات دولية في الدوحة. كما نحن نشيد بإقامة التعاون الوثيق بين اللجنتين الأولمبيتين في بلداننا والمؤسسات الرياضية الأخرى.

سلام أفغانستان

 ما تقييمك لمفاوضات السلام الأفغانية في الدوحة؟

طاجيكستان تدعم موقف حكومة أفغانستان في تعزيز عملية السلام في البلد، وترحب بجهودها لتحقيق استقرار الوضع السياسي والعسكري وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ومن منطلق هذه الرؤية، نرحب بتفعيل كل الوسائل التي تساعد وتسهل عملية مفاوضات السلام في افغانستان وحل مشكلاتها. وفي هذا السياق، نعتبر جهود دولة قطر مهمة في دفع عملية السلام في أفغانستان، وندعمها ونأمل أن تكون لها نتائج إيجابية. وفي نفس الوقت نعتقد أنه من الضروري في المفاوضات بين الأطراف الأفغانية الأخذ بعين الاعتبار قبل كل شيء، ضمان مراعاة مصالح القوميات والأطياف السياسية والاجتماعية المختلفة في البلد على حد سواء، حيث إنه دون مراعاة مصالحها لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان. وهذا الأمر أثبتته تجربة إرساء السلام في بلدنا.

 ما أهمية الاستقرار في أفغانستان وتأثيره على المنطقة كلها؟

إن السلام والاستقرار في أفغانستان وتنميتها الاجتماعية والاقتصادية هو الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها. ولذلك، استعادة السلام والأمن في هذا البلد المجاور ضرورية بالنسبة لنا مثل الهواء والماء. وطاجيكستان منذ الأيام الأولى لاستقلالها تبذل الجهود الرامية لتحقيق السلام الدائم في هذا البلد الصديق. ومن هذا المنطلق سواء في إطار المفاوضات مع قادة الدول المعنية أو في إطار المنظمات الدولية ندعو إلى الاهتمام الجاد بقضية أفغانستان.
إن أفغانستان غنية بالموارد الطبيعية والبشرية. ولذلك، تحقيق السلام والاستقرار في هذا البلد لن يخلق الظروف المواتية لتنميته الاقتصادية والاجتماعية الشاملة فقط، بل سيعطي أيضا زخما جادا لعملية التعاون والتكامل الاقتصادي بين أفغانستان وآسيا الوسطى والبلدان المجاورة الأخرى.

 كيف ترون دور قطر في الوساطة لحل النزاعات ودعم الحوار على غرار مفاوضات أفغانستان؟

نشهد اليوم ارتفاع مكانة دولة قطر على الساحة الدولية، وبالتعاون مع المجتمع الدولي تلعب الدولة الشقيقة دورًا فاعلًا وبناءً في حل الأزمات وتوطيد السلام والتنمية المستدامة في مختلف مناطق العالم. وكما ذكرت آنفاً ترحب جمهورية طاجيكستان ترحيباً حاراً ببدء مفاوضات السلام الأفغانية في الدوحة، ونثمن موقف دولة قطر الصديقة تجاه حل القضية الأفغانية عبر الطرق الدبلوماسية.

ولقد أثبت التاريخ أن النزاع في أفغانستان لا يمكن حله عسكريا، وفي هذا الصدد نعتبر توفير منصة للحوار والمفاوضات بين الأفغان في الدوحة فرصة تاريخية لحل النزاعات في أفغانستان المجاورة.

وأود أن أؤكد على موقف طاجيكستان الثابت بأن التوصل الى السلام الدائم في أفغانستان لا يمكن تحقيقه إلا عبر مشاركة واسعة من الأفغان، وانطلاقاً من هذا المبدأ نرحب بأية مبادرة تفتح المجال للتفاوض بين الأفغان أنفسهم.

وإن طاجيكستان في إطار جهود المجتمع الدولي تعبر عن استعدادها لمواصلة إسهامها العملي في مسار تحقيق السلام والاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في هذا البلد المجاور.

وفي الختام، أتمنى لشعب قطر الصديق السلام والاستقرار والمزيد من الازدهار.

facebook
twitter
 
استمرار
 
استمرار
استمرار
رسالة إلى رئيس جمهورية تاجيكستان
وفقا للمادة 21 من قانون جمهورية طاجيكستان "بشأن طلبات الأفراد والكيانات الاعتبارية"، إذا ما ذكر عنوان اللقب أو الاسم أو الاسم العائلي أو الاسم الكامل أو مكان الإقامة وعنوان موقعه، او قدم خطاء وكذلك دون توقيع، تعتبر مجهولة الهوية ولن تتطرق فيها، و إذا ما لم تكن لديها معلومات عن التحضير لجريمة أو جريمة التي ما ارتكبت فيها.
Image CAPTCHA
الصحافة والإعلام لرئاسة جمهورية طاجيكستان
تلفون/ فاكس.: ٢٢١٢٥٢٠ (٩٩٢٣٧